الكتاب: سوسيولوجيا المثقفين

المؤلف: جيرار ليكلرك

المترجم: جورج دكتورة

يتحدث الكتاب عن تاريخ المثقف، متى بدأ ظهوره؟ (قضية دريفوس) ومن سلَفُه؟ (الكهنة والرهبان والمتعلمون والأنبياء) وما العوامل التي صاحبت ظهور المثقف -في أوروبا طبعًا- (عملنة المجتمع – تقدم العلوم الانسانية – ظهور الطباعة -وغيرها)

  • – يعتقد الكاتب أنه في كل حقبة تاريخية تظهر نماذح اجتماعية، ترمز بشكل من الأشكال إلى هذه الحقبة، فقد عرف العصر الكلاسيكي صورة الانسان الشريف، ونبيل البلاط، وفيلسوف الأنوار، والمثقف هو الشخصية الرمزية لعصرنا.
  • – ويرى أيضًا أن ثمة إشكالية في توصيف المثقف فهو  لا يمكن اعتبار المثقفين كطبقة اجتماعية، ولا يمكن اعتبار المثقف أنه  مهني أو أن الثقافة مهنة، وهو لا ينتمي لعالم (الأعمال) الذي ينتمي له المزارعون والعمال مثلا، ولا لعالم (الوظائف) الذي ينتمي له الأطباء والمحامون والصحفيون.
  • – يرى أن المثقفين ينتمون إلى المركز وأنهم في الغالب على قرب من السلطة السياسية أو الاقتصادية وإن لم يكونوا يشكلون جزءا من الطبقة المسيطرة.
  • – المثقف في الغالب ينطلق من تخصصه لكنه لا يلتزم به ويتجاوزه  إلى قضايا أخرى ويرى أنه معنيّ بها (المثقف/القضية).

  • – ذكر نقطة مهمة وآراء بعض علماء الاجتماع فيها، وهي أن من العلامات الميزة للمثقف: القدرة على إنتاج أثر جديد، وليس مجرد إعادة إنتاج أو استهلاك أثر ما، مع إقراره بأنه من الضرورة أن يكون المثقف مستهلكا لإنتاج سابق أو مقلدا له (وجود بيئة يأخذ منها وتأخذ عنه وضرب مثلا لذلك بالإطار المؤسسي الثقافي كجامعة أو مدرسة) ورأى أن المثقف المعزول اجتماعيا لا تعيش أعماله إلا بعد الموت، وضرب مثلا بابن خلدون والبيروني، حيث أُهملوا في ثقافتهم الأصلية أولَ أمرهم لعدم وجود إطار ثقافي مؤسسي أو طلبة/مريدين.
  • – نقطة متعلقة بالسابقة وهي أن المدارس الفكرية كانت مجال لغليان ثقافي أتاح إنتاج العديد من الإبداعات على مدى طويل وضرب مثلا بأوروبا وتعاقب الفلاسفة على نقد بعضهم بشكل متلاحق، وقال أن هذا لم يكن ممكنا لولا وجود شرطين: كادر مؤسساتي (أنصار-رعاة فنون-نقّاد-شبكة مبادلات وجرائد) والثاني هامش حرية سياسية، وأن حرية الفكر وسطٌ لا مجال دونه لظهور مثقفين بلا يمكن تصور ظهور مثقفين في بيئة تعتمد المراقبة بشكل دائم.
  • – في معرض تفريقه بين الذكاء والعقل ( العقل الذي يرى أنه من خصائص المثقف) يقول: الخبراء والاختصاصيون يريدون بالذكاء جعل سيطرة الناس على العالم ممكنة (تطوير العلاقات بين الانسان والطبيعة بفصل العلم والتقنية) بينما المثقفون يهدفون بالعقل إلى حمل الناس على الانسجام مع العالم.
  • – سؤال مهم: إذا قلنا أن المثقف صورة للعلمانية حيث ارتبط ظهورها بظهورها: كيف أمكن له أن يظهر في قلب العالم الديني في أوروبا حيث السيطرة الكنسية المسيحية؟ يجيب: العلمنة في أوروبا كانت ظاهرة داخلية، فقد تأتت العلمانية في أوروبا من أعماق الدين المسيحي، تولت المسيحية بنفسها عملنة نفسها (المسيحية هي الديانة الخارجة عن الدين) ووحدها المسيحية تستطيع أن توصلنا للمسيحية، ويعتقد أن ذلك كان بإعادة قراءة نصوص التوراة والاعتقادات المسيحية، وأن عمليات إعادة القراءة هذه كانت هي الممهد المباشر للمعارف الحديثة الأوروبية.
  • – نقطة تابعة للسابقة وهي أن المثقفين الأوربيين الأوائل أو الذين مرّروا فلسة الأنوار كانوا وفي آن واحد: ورثة المسيحية ونقادها الأكثر تصلبا، ثم ذكر نماذج متعددة للخلفيات اللاهوتية للمثقفين النقادين للمسيحية.
  • – المثقف ينتج خطابات عامة ودنيوية نعرفها تحت اسم (الآيديولوجيات) التي غالبا ما تضاف إلى أسماء مؤلفيها (الهيغلية-النيتشوية-الماركسية) وفي حالات قليلة تعتبر هذه الآيديولوجيات وقد انتشرت في المجتمعات= خطابات جمعية، وتكتسب هنا أسماء وصفية (ليبرالية-الاشتراكية-النازية).
  • – علاقة المثقف بالايديولوجيا ليست كعلاقة رجل الدين بالدين، فالأخير يجعل مكان إقامته في داخل المؤسسة الدينية ويلوذ بها، وموقعهم أقل منزلة من الحقائق المنزلة التي ينادي بها، بينما المثقف لا يوجد لديه في علاقته مع الآيديولوجيا -ظاهريا على الأقل- أي نوع من التعالي.
  • – إحدى علامات مزاحمة المثقف لرجل الدين وخطابه هي: إنتاج المثقف لخطاب شامل تناول العالم والمجتمع، رؤية شاملة عامة مما أدى إلى التشكيك في احتكار الأديان التقليدي لخطاب الحياة والمجتمع.
  • – إن التطور الذي فكك اللاهوت المسيحي ذاتيًا كان عمل شخص يطلق عليه اسم (مثقف).
  • – تلامذة هيغل (الهيغليون الشباب) يُعتبرون أجداد المثقف المعاصر، بل هم الشكل الأول للمثقف بالمعنى الحديث الذي نعرفه (المثقف الملتزم).
  • – كانت كتاباتهم عبارة عن برامج/مشاريع أكثر مما كانت أعمالا متكاملة، غلب التطرف النقدي على نشاطهم المكتوب، وكانوا منظرين للمستقبل السياسي ولديهم رؤية شاملة للحياة مازالت تؤثر في حياتنا العامة، كان لديهم مكان لممارسة النشاط الثقافي، وكانت لديهم صحافة تتبنى أفكارهم، وان ثمة الكثير من الجدل والحوار الفكري.
  • – الجامعة هي المكان الذي يمارس فيه العقل نشاطه، إنها الموقع المؤسساتي بامتياز بالنسبة للمثقف.
  • – عقـَد مقارنة لافتة للنظر بين (السان سيمونيين-البتناميين-الهيغليين الشباب) باعتبارهم الجيل الأول للمثقف المعاصر ورأى الاختلافات والمميزات. تستحق الرجوع لها.
  • – كان تعبير (مثقف) قبل أن يصبح اسما نوعيًا، تعبيرا محايدا إلى حد ما، بل كان في البداية إهانة أو وصفا غير لائق أوْجده خصوم المطالبين بإعادة محاكمة (دريفوس) عام ١٨٩٤.
  • – نادرا ما كان المثقفون من طبقات شعبية، ومع ذلك هم ملتزمون بوظيفة الانحياز للشأن العام بشكل جماعي أو فردي، والتشكيك في الحقيقة الرسمية المتمثلة في السلطات أو في المؤسسات، وهم بشكل مباشر في صراع حاد مع الطبقة السياسية أو الطبقة المسيطرة في المجال الاقتصادي.
  • – هل ينتمي المثقف بطبيعته إلى الطبقة العليا؟ وما هي علاقته مع الطبقة الشعبية؟ هل ثمة شعور بالأبوية؟ أو بمسؤولية الحماية؟
  • – ظهرت هذه الإشكالية بشكل كبير -وليس بداية الظهور- حين أخذ الشعب صفة الفاعل في والبطل في الثورة التاريخية، وبدأ الاهتمام الكبير من المثقفين: كيف نساعد الشعب؟ كيف تكون العلاقة بيننا وبينهم؟
  • – سؤال متناسل من الإشكالية السابقة: ماهي شرعية تمثيل المثقفين للشعب؟
  • – نقل فكرة غرامشي تجاه الفكرة، ولكنها لم تُجِب بشكل مقنع عن شرعية تمثيل المثقفين للشعب وإنما حكَت عن إمكانية ذلك ووجوبه أخلاقيا.
  • – باشر بعض علماء الاجتماع الدراسة  -مع بزوغ المشروع  الاشتراكي والنموذج الشيوعي- في حقل (شعبية المثقفين) وكان بورديو بارزا في هذه النقطة حيث هاجم -وهو من أصول شعبية- المسيطرين بشكل عام والمثقفين، وطرح سؤالا حول ادعاء المثقفين تمثيل الشعب، ونقد عليهم البؤسوية، بل وشكك في مصالحهم ومواقعهم وتواطئهم مع مختلف أشكال السيطرة وهو تواطؤ نادرا ما يتم الإعلان عنه.
  • – تفترض شعبية المثقفين أنهم مدعوون -من حيث وعيهم ومصالحهم- لأخذ زمام الحركات الاجتماعية أو أنهم قدوة في صراع الطبقات، وأن الطبقات المغلوبة -الشعب- تشكل طبقة بحد ذاتها ولكنها لم تكن دائما ولا كليا واعية بذاتها.
  • – يتناسل المثقفون بشكل تفاضلي في الأوساط المرتبطة بوظائف فكرية، فنية أو ثقافية، لكن لا يمكننا اعتبار كل من يعمل وظيفة فكرية مثقفا إطلاقا، فحسب إحصاء قام به بورديو ذكر أن عدد من يعمل في هذه الوظائف من محامين وأطباء ومعلمين وقضاة وصحافيين تجاوز ٣٠٠ ألف ومثلها من المعماريين والفنانين، وبعد أن استعان  بالعديد من الاحصائيات قدّر بورديو عدد المثقفين في فرنسا عام ١٩٧٨ بما بين ١٢٠-١٤٠ ألف مع صعوبة المعيار المعتمد في تقدير مثل هذه الحالة.
  • – بعد الحديث عن صعوبة أي معيار ليُحسب بناء عليه أعداد المثقفين ذكر أن البيانات والعرائض قد تكون مؤشرا يوثق به ليوضح نسبيا مدى الانتماء إلى وسط المثقفين أو على الأقل للنخبة الفكرية.
  • – ثم عرض إحصاءات لافتة للأشخاص الذين شاركوا في توقيع بيانات وعرائض من ١٩٥٨-١٩٦٩ وكان عددها قرابة ٤٨٨ عريضة، وبين تقدم الجامعيين في بعضها والصحفيين في بعضها، وهي إحصائية تستحق الرجوع لها.
  • – ثم تحدث عن وعي الانتلجنسيا بذاتها كطبقة واعية منتمية إلى مكان/أماكن وأن ثمة علاقات غير مرئية تسهم في تكوين أفكار وآراء جماعية وأنها أشبه بإعلان هوية وشكل من أشكال الحياة في الجامعات/المقاهي/الصالونات الأدبية/المجلات الأدبية، وقام ريفيل بعمل استقصاء حول مفاهيم ثلاثة تتعلق  بالدوائر المركزية للمثقفين (أنماط الالتحاق-أنماط التشريع-أنماط التكريس التي تسهم في إنتاج التعارف).
  • – لا وجود لمثقف معزول، فأن تكون مثقفا يعني أن تنتمي بوعي وبطريقة ما إلى حياة الأقران الاجتماعية.
  • – تشكل أهمية التواصل بين الزملاء والشهرة وإرادة المبادرة وزنا جماعيا حتى لو كانت فردية، فالمثقف هو شخصية انفرادية بعمق وفي نفس الوقت شخصية منغمسة في المجموعة من أقرانه.
  • – إن المثقفين الذين يشار إليهم بالاسم ليسوا إلا أقلية صغيرة يمكن معاينتها اجتماعيا وثقافيا أقلية توقع بانتظام على العرائض وتكتب غالبية المقالات والمؤلفات.
  • الجامعيون بشكل دقيق هم (النواة الأقسى) في تركيبة الانتلجينسيا.
  • – حتى في داخل المجموعات الثقافية التي يظهر أنها متجانسة ومتساوية ثمة تراتيبية قانونية تحدد الأدنى والامتياز والوظيفة.
  • – أشارت عدة دراسات إلى أهمية الرأسمال الثقافي في الوصول إلى الطبقات الأعلى والنخب الثقافية وكذلك الشهادات الدراسية العليا التي تعتبر شهادة على انتماء صاحبها إلى  نخبة جامعية، لكنها ليست كافية لذلك، أو للحصول على شهرة ثقافية.
  • – ذكر المؤلف أربعة مستويات يكون فيها تمييز ثقافي بين المثقفين أنفسهم:

      ١- التعليم/البحث

      ٢-التعليم/إبداع أثر معترف به

      ٣-التعليم/إنتاج، نشر/طباعة

      ٤-تعليم/بحث، إنتاج/طباعة، إدارة مختبر

  • – السلطة الفكرية انتقلت في القرن العشرين من الدائرة الجامعية إلى دائرة النشر، ومؤخرا إلى وسائل الإعلام. دوبريه
  • – لا وجود لمثقف كبير دون صحيفته، ذكر عدة أمثلة فرنسية على ذلك.
  • – دخول التلفزيون بقوة فتح مجالا قويا لصعود الصحفي كمثقف/كاتب وأرغم المثقف على أن يأخذ صفة النجم، وصار ملزما باللجوء إلى رجال الإعلام حتى يكون مسموعا، ومع لجوءه إليها إلا أنه لا يكف عن نقدها.
  • – شهرة المثقف تتكون من عدة أشياء السلطة الفكرية/وسائل الإعلام/الوظيفة/التزامه بالشأن العام.
  • – ثمة نمطان من الشهرة للمثقف (شهرة لدى الاقران -شعبية لدى الجمهور) وهما لا يتقاطعان و قد يكون المثقف ذا شعبية ولكن بلا وزن لدى الأقران والعكس.
  • – إن القدر التاريخي للأعمال وتقبلها الاجتماعي وشهرتها وسمعتها التاريخية المبدعة كثيرا ما لا يبرز إلا بعد وفاة أصحابها.
  • – ثمة نشاطات كبرى يلتزم بها المثقف كالبيانات وكتابة نصوص سجالية وأخذ موقف من المعارك الاجتماعية.
  • – تحدث في هذه النقطة عن عدد من المثقفين وذكر عدد البيانات التي وقعوها وعلاقة شهرتهم بالمرحلة التي كانوا فيها، يستحق الرجوع إليه.
  • – تحدث عن مفهوم (المثقف المسيطر) وهو الذي يتولى في مرحلة ما، زعامة الانتلجنسيا ويمثل في فترة زمنية صوت مجموع المثقفين، وألف ميشال فونوك -استنادا لهذا المفهوم- كتابا عن الانتلجنسيا الفرنسية في القرن العشرين كانت فصوله بالشكل التالي: سنوات باريس – سنوات جيد – سنوات فوكو.
  • – ثم تحدث عن أممية المثقف، وتحدث في صفحات بشكل شيّق جميل عن تأثير الشيوعية على الانتلحنسيا الفرنسية وموقف المثقفين منها وتأثير الستار الحديدي على حسم خيارات المثقفين في الاختيار بين الشيوعية أو الرأسمالية وأن ما راود بعض المثقفين من إيجاد طريق ثالث كان مجرد حلم.
  • – أخذ بتحليل موقف المنضمّين للاشتراكية وأن النظرة للاشتراكية لم تكن أنه مجرد (حزب) بل هي (الحزب) وأنه ليس تمثيلا لمصالح خاصة لطبقة خاصة بل يمثل مصالح كونية لطبقة كونية وأن الانضمام إليه يعني الانتفاح على الانسانية بكاملها.
  • – كانت ثمة إشكالية عميقة في انتماء المثقف لحزب ما، تكمن هذه الإشكالية بين حرية الرأي/التعبير وبين واجب الالتزام بخط الحزب وأفكاره، إذ فُرض على كثير من المثقفين المنضمين لأحزاب معينة مواجهة إملاءات هذا الحزب، الإملاءات التي تتغير بشكل مفاجيء حسب الحالة السياسية.
  • – الحزب بوجهٍ ما (مثقف جمعي).
  • – ثم تسائل تساؤلا عاما بصيغة محلية: هل يعتبر المثقف الفرنسي نمطا كونيا؟ والصيغة الأعم: هل يصلح خطاب المثقف أن يكون خطابًا كونيا؟
  • – ذكر أن كثيرا من المسائل التي يتعرض لها المثقفون وإن كانت تحمل طابعا محليا إلا أن لها بعدا عابرا للقارات، وضرب أمثلة بمسائل المثقفين الفرنسيين منذ ظهورهم.
  • – ثم ذكر أن كثيرا من المسائل المتعرَّض لها من قبل المثقفين هي مسائل مشتركة بين جميع مثقفي العالم: اللامساواة الاجتماعية-الهجرة-التلوث-مسائل الأمن وغيرها.
  • – يحصل المثقف القومي على اهتمام أممي في حالتين: ترجمة آثاره إلى لغات أخرى، أو لمعان في مجال ما، فني أو غيره.
  • – ثمة مصطلح لافت في كونية المثقف وهو: حق التدخل الثقافي.
  • – ثم تحدث في عدة صفحات عن: لماذا كان هناك نقاشا محتدما بين الحداثة والتقليد في البيئات غير الأوربية ولم يحصل في أوروبا؟ يستحق الرجوع له.
  • – حديث عن شتات الانتلجنسيا وتقارب المثقفين على مستوي أممي.